كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



قلت: وذلك لقوله-صلى الله عليه وسلم-: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله (1)).
روى: أحمد بن إبراهيم الدورقي عن علي بن الحسن قال:
بلغ الفضيل أن حريزا يريد أن يأتيه فأقفل الباب من خارج فجاء فرأى الباب مقفلا فرجع فأتيته فقلت له: حريز.
قال: ما يصنع بي يظهر لي محاسن كلامه وأظهر له محاسن كلامي فلا يتزين لي ولا أتزين له خير له.
ثم قال علي: ما رأيت أنصح للمسلمين ولا أخوف منه ولقد رأيته في المنام قائما على صندوق يعطي المصاحف والناس حوله فيهم سفيان بن عيينة وهارون أمير المؤمنين فما رأيته يودع أحدا فيقدر أن يتم وداعه.
قال فيض بن وثيق (2): سمعت الفضيل يقول:
إن استطعت أن لا تكون محدثا ولا قارئا ولا متكلما إن كنت بليغا قالوا: ما أبلغه وأحسن حديثه وأحسن صوته! فيعجبك ذلك فتنتفخ.
وإن لم تكن بليغا ولا حسن الصوت قالوا: ليس يحسن يحدث وليس صوته بحسن أحزنك ذلك وشق عليك فتكون مرائيا.
وإذا جلست فتكلمت فلم تبال من ذمك ومن مدحك فتكلم.
وقال محمد بن زنبور: قال الفضيل:
لا يسلم لك قلبك حتى لا تبالي من أكل الدنيا.
__________
(1) أخرجه مسلم في " صحيحه " (2877) في الجنة وصفة نعيمها وأهلها من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول: " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عزوجل ".
(2) كذا الأصل: " فيض بن وثيق " وهو مترجم في " الجرح والتعديل " ولكنه لم يذكر في شيوخه الفضيل وربما يكون محرفا عن فيض بن إسحاق وهو خادم الفضيل وقد روى عنه أكثر من خبر تقدمت في هذه الترجمة وسيأتي بعضها.
وانظر " الجرح والتعديل " 7 / 88.